عندما ننعي شخصاً عزيزاً لدينا نبدأ كلامنا بعبارة “يعز علينا ان ننقل لكم خبر وفاة (فلان) الخ…”، وربما كانت هذه العبارة مأخوذة من الآية التي تقول “عزيز في عيني الرب موت اتقيائه” (مز 116 : 15)، التي يفسرها البعض بأن الله تبارك اسمه سيعزز ويكرم هؤلاء الاتقياء ويكللهم بالمجد نظير جهادهم وانتصارهم على الارض قبل انتقالهم الى الفردوس. كما ان الله تبارك اسمه يعز عليه موت هؤلاء الاتقياء لأنهم، كما يقول البعض، سيتركون فراغاً في الخدمة الروحية والاجتماعية التي كانوا يقومون بها وهم على قيد الحياة.
ويعز على المصريين في المملكة المتحدة عموماً والاقباط على وجه الخصوص رحيل شخص تقي فاضل يتمتع بالهدوء والكياسة، صاحب قلب كبير محب للجميع هو الدكتور صبري غبريال الذي ترك برحيله صباح الاحد 12 يونيو فراغاً كبيراً ليس في مجال خدمة الكنيسة والاقباط فحسب، بل في مجال خدمة ابناء الجالية المصرية أيضاً، وكان رحيله بمثابة صدمة للكثيرين اقباطاً ومسلمين، حيث له في مجال الخدمة الكنسية والاجتماعية باعاً طويلاً منذ انشاء كنيسة مار مرقس بلندن كأول كنيسة للاقباط في المملكة المتحدة.
ففي مجال الخدمة الكنسية كان الراحل الدكتور صبري غبريال عضواً في مجلس كنيسة مار مرقس ثم تولى بعد ذلك رئاسة المجلس خلال السنوات الاخيرة قبل رحيله، وكان نائباً لرئيس مجلس كنيسة الملاك والانبا انطونيوس بالمركز القبطي باستيفنج الذي يرأسه نيافة الانبا انجيلوس الاسقف العام.
أما في مجال الخدمات الطبية والعلاقات الاجتماعية فقد تولى رئاسة جمعية الاطباء الاقباط بالمملكة المتحدة منذ انشائها قبل ثلاث سنوات، كما كان عضواً في جمعية الاطباء المصريين، وعضوا في نقابة الاطباء بالمملكة المتحدة، وعضواً عاملاً بهمة ونشاط في جمعية الصداقة البريطانية المصرية، وعضوا في الجالية المصرية، ولم يتوانى يوماً عن تلبية نداء لمساعدة محتاج، ولم يكن يفرق في ذلك بين مسلم ومسيحي بل كان كالشجرة التي تطرح ثمرها للجميع دون تفرقة.
تخرج الدكتور صبري غبريال في كلية الطب بجامعة القاهرة وعمل في مستشفيات وزارة الصحة بمصر قبل ان يحضر الى المملكة المتحدة للحصول على درجة الزمالة من كلية الجراحين الملكية بادنبرة، ثم درجة الزمالة من كلية الجراحين الملكية في جمهورية ايرلندا. وخلال تواجده عمل في بعض المستشفيات بالمملكة المتحدة، ثم عاد الى القاهرة ومنها انتقل للعمل في نيجيريا عام 1971 حيث عمل طبيباً جراحاً واستشارياً في اكبر مستشفيات نيجريا واكثرها شهرة.
ويقول عنه صديقه الحميم الدكتور محروس سمك الذي عمل معه في نيجيريا وفي انجلترا فيما بعد أنه كان محبوباً من الجميع لكفاءته ومهارته وهدوئه وكياسته، وكان الطبيب الاكبر والمفضل لدى الشخصيات البارزة في الحكومة والمجتمع النيجيري حيث عالج كثيرين منهم لدرجة انهم تمسكوا به جداً، ولم يكن سهلاً عليهم التفريط فيه، لكنه قرر الانتقال الى انجلترا للعمل بمستشفياتها والاستقرار فيها مع اسرته.
الدكتور صبري غبريال متزوج من الدكتورة كاميليا كريمة المرحوم المستشار حلمي بطرس، وهي سيدة فاضلة كانت معيناً نظيره طوال فترة عمله في نيجيريا وفي المملكة المتحدة وحتى يوم وفاته لم تكن تفارقه بل ظلت بجواره حتى اللحظة الاخيرة من حياته. ورغم مسؤولياتها الكبيرة في تربية ابنائها المهندس سامي المدير بشركة فودافون بانجلترا زوج السيدة ريم، ومنى زوجة المحامي سامي حنين بامريكا، فقد حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم من جامعات انجلترا وتابعت مع زوجها مسيرة الحياة الى ان انتقل من عالمنا الفاني، نطلب له نياحاً وراحة في فردوس النعيم وتعزيات “وطني الدولي” للاسرة الكريم
الدكتور صبري غبريال 1928- 2005
Subscribe
Subscribe to our e-mail newsletter to receive updates.
اترك تعليقاً