دكتور خليل مسيحة جرجس 1924-1998

عالم الطب الفرعونى القديمMessiha

إدارة المؤسسة الدولية لحوار الأديان ADIC أحد روادها ومفكريها هو الدكتور خليل مسيحة عالم الطب الفرعونى القديم وأستاذ التشريح الفنى بكلية الفنون الجميلة بحلوان والمعهد العالى للسينما.

جمع د. خليل مسيحة – فى شخصه – بين دراسة الفنون الجميلة والطب والجراحة والآثار المصرية القديمة بالاضافة إلى اهتمامه بحوار الأديان وتعاليم السلام، فكان شخصيته متكاملة الجوانب لها بصماتها البارزة فى كل هذه المجالات.

حصل د. خليل مسيحة على دبلوم الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1948، ثم فى عام 1959 حصل على بكالوريوس الطب والجراحة بجامعة القاهرة. ولشغفه الشديد بالدراسات المصرية القديمة حصل على دبلوم الدراسات العليا للآثار المصرية عام 1973 ثم ماجستير فى الفنون الجميلة عام 1980. وليستكمل دراساته المتعددة هذه بحصوله على دكتوراه فى الآثار القبطية من المعهد العالى للدراسات القبطية بالقاهرة عام 1992.

عمل مديراً لمتحف تاريخ الطب والصيدلة بالقاهرة فى الفترة 1978 – 1983. وقد نال شهرة واسعة باكتشافه نموذج الطائرة الفرعونية، كما أكتشف أيضاً فراغات هندسية تحت جسم أبو الهول بالجيزة. ولأهمية هذه الأكتشافات حصل على الكثير من الميداليات وأنواط التقدير، كما ساهم بالحضور فى العديد من الندوات المحلية والمؤتمرات الدولية متحدثاً عن هذه الاكتشافات العلمية.

نشر العديد من البحوث فى مجال الطب المكمل والنباتات الطبية وتاريخها. وكان لاقتراح دراسته بالطب وبالدراسات المصرية القديمة أثر واضح فى نشر بحوث عن علاج الإبر لدى المصريين القدماء بالاضافة إلى بحوث فى مجال الباراسيكولوجى – كما كان لاقتراح دراسته بالطب والفنون الجميلة أثر واضح فى قيامه بأعداد الرسوم العلمية للعديد من كتب الجراحة.

على مدى عشرين عاماً (1969-1989) صدر له العديد من المؤلفات منها:

(1) أطلس تشريح الإنسان باللغتين العربية والإنجليزية (1969).

(2) التشريح للفنانين (1987).

(3) مبادئ علم الموجة الذاتية (1985).

(4) سقارة وممفيس باللغة الإنجليزية (1987).

(5) المبادئ الأولية فى دراسة علم النجوم باللغة الإنجليزية (1989).

تعمقه فى الدراسات المصرية القديمة دفعته للانضمام للمؤسسة الدولية لحوار الأديان وتعاليم السلام بباريس التى يرأسها الكاردينال كينج ومعه الدكتور على السمان الذى يشغل وظيفة نائب رئيس اللجنة الدائمة للأزهر لحوار الأديان. فلم يكتفى بالعضوية فقط لكنة كان يؤمن بأهمية الحوار بين الأديان حيث وجد فيه توسيع أرض اللقاء الدينى وفتح آفاق جديدة من التعاون وفهم مجالات التباين.

كان يرى فى الحوار احترام متبادل يقوم على الحرية والمساواة بين الطرفين فكل من الطرفين لا يملك إزاء الآخر ألا الرأى يقدمه والنية الحسنة. وقد وجد فى الحوار وسيلة طيبة لإنقاذ الإنسان من الضياع إزاء شعوره بالاكتفاء الذاتى كما فيه إحساس صادق بالحاجة إلى الآخر.

وضع علمه فى الطب فى خدمة الجميع تخفيفاً لآلام الآخرين وكان فى كل محاضراته الجذابة يؤكد لجميع الحاضرين قيمة وأهمية حضارة القدماء المصريين.

تتلمذ على يديه العديد من التلاميذ فى كثير من بلاد العالم. ففى فرنسا نجد نيكول بوكسى ومارى لور يقومون بتطبيق تعاليم مدرسته التى تربط العلم والعلاج بعمق الأيمان. فالدين فى جوهره حق لا يعرف الظلم ونور لا يعرف الظلام.

عاش د. خليل مسيحه طوال حياته يزرع مبادئ سامية فى حقل الحوار الدينى من أجل الخير والود والسلام. وكان بالحقيقة صورة مشرفة للمصرى الأصيل الذى جمع بين الطب والفن والتاريخ فكان جديراً بالتوديع الحار والصادق الذى ودعه به تلاميذه وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة الدولية لحوار الأديان وتعاليم السلام.

No comments yet.

اترك تعليقاً